واستقبلت الحركة المهنئين باستشهاد المقادمة ورفاقه الثلاثة وقامت بتوزيع الشراب والتمر على المواطنين الذين قدموا إلى بيت العزاء لتقديم واجب العزاء والتهنئة.
وتوافد الآلاف من المواطنين إلى بيت عزاء الشهداء وهم يرددون صيحات التكبير والهتافات المنددة بعملية الاغتيال والمطالبة بالرد الفوري على الجريمة.
و أكد متحدثون في كلمات تأبينيه ألقيت في بيت العزاء أن دماء الشهيد المقادمة ستزيد من وتيرة المقاومة والعمليات العسكرية، مطالبين بالرد بالمثل على جريمة الاغتيال واستهداف قادة سياسيين صهاينة ، وشددوا على أهمية توحيد الجهود ورص الصفوف لمواجهة الإرهاب الصهيوني وكافة التحديات القائمة، مؤكدين أن الانتفاضة هي الخيار الأفضل ليحقق الشعب الفلسطيني أهدافه وطموحاته العادلة في إقامة دولته ونيل حريته واستقلاله.
الكلمات الأخيرة للقائد المقادمة !!!
عندما تكون الكلمات التي يتحدث بها القائد إلى أنصاره هي الكلمات الأخيرة فحتما لن تكون عابرة ولكنها ستكون مفعمة بالروح و الحماس لأنها تحمل بين طياتها وصية قائد يعيش أيامه الأخيرة إلى جيل عريض أحبه وعشقه .
إنها الكلمات الأخيرة الشهيد القائد إبراهيم أحمد المقادمة التي تحدث بها إلى أبناء شعبه ممن عشقوه كانت يوم الأربعاء 5/3/2003 في الجامعة الإسلامية خلال ندوة عقدها مجلس طلاب الجامعة تحت عنوان الحركة الإسلامية في وجه التحديات الأمريكية والصهيونية.
كل من تذكر تلك الكلمات ممن استمع لمحاضرته الأخيرة ، تأكد بعد سماعه نبأ استشهاده المفجع أنها كانت كلمات الوداع من زعيم فكري وعسكري إلى الأمة .
و كان الدكتور إبراهيم المقادمة أحد قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس و مؤسسيها تعرض لعملية اغتيال صباح اليوم السبت 8-3-2003 عندما قصفت طائرات صهيونية من طراز أباتشي السيارة التي كان يستقلها في شارع فلسطين بمدينة غزة بأربعة صواريخ مما أدى إلي استشهاده و ثلاثة من مرافقيه و إصابة آخرين.
هموم الدعوة
كعادته افتتح الدكتور إبراهيم المقادمة ندوته بالحمد والثناء لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله , ومن ثم بالترحيب الحار للطلاب الحضور وشكرهم على تلبيتهم دعوة حضور الندوة .
ولكن ما لم يكن معتادا من الشيخ يومها هو أسلوبه الذي كان الأكثر انفتاحا ، والأقل تكلفا في حديثه مع أبناءه الطلاب , فكان حديثه إليهم بلسان الأب الحاني الذي يريد أن ينقل إلى أبناءه خبرة عقود طويلة من الجهاد ومقارعة الأعداء في دقائق معدودة.
تناول الدكتور المقادمة في مطلع حديثه واقع الحركة الإسلامية ، فقال ' الحركة الإسلامية وعلى مدار تاريخها تعاني الويلات من أعدائها ومن والاهم من أبناء جلدتنا, وتواجه المؤامرات تلو المؤامرات التي ما توقف أعدائها ولو للحظة واحدة عن حياكتها ' .
وأضاف الدكتور أن الحركة الإسلامية بقيت صامدة وثابتة أمام كل التيارات الحاقدة, مشيرا إلى أن ما من سبب لذلك غير أنها حركة ربانية تستقي منهجها من الكتاب والسنة الشريفة.
سيهزم الجمع
و تنبأ المقادمة بإخفاق من أسماه وحيد القرن (الولايات المتحدة الأمريكية )و حليفتها "إسرائيل" في مخططاتهما الهادفة إلي السيطرة على الشعوب العربية والإسلامية وثرواتهما من خلال ضرب العراق تحت ذريعة خرافة الأسلحة النووية, و أنهاء المقاومة في فلسطين تحت ذريعة القضاء على الإرهاب.
و شدد الشهيد رحمه الله علي أن أمريكا و "إسرائيل" لن تنجحا أبداً في تحقيق أهدافهما التي وصفها بالظالمة , طالما أن قلوب أبناء الحركة الإسلامية تخفق بحب الإسلام الذي يدعوها لرفض الذل والضيم وأي من أشكال الاحتلال مهما كان يحمل من شعارات براقة.
وأشار إلى محاولة أمريكا لإخضاع المقاومة في فلسطين قائلا ' لن يستطيع أحد أي يوقف مقاومة شعبنا رغم كل المخططات التي تحاك لإخمادها من قبل أمريكا وأعوانها متسائلاً : ماذا يتوقع العالم من الأمة التي تسلب أرضها ويقتل أطفالها وتدمر بيوتها ؟ هل أن تقف مستسلمة رافعة الراية بيضاء ؟ أم التحدي والصبر على مواجهة أعداء الله ودينة في الأرض ؟ ' .
ملة الكفر واحدة
وأكد المقادمة على وحدة الأهداف والاستراتيجيات والوسائل لدى كل من "إسرائيل" وأمريكا في المنطقة مرجعا ذلك إلى كونهم يتفقون في عدائهم للإسلام والمسلمين والحركة الإسلامية, مستشهدا بما فعله الأمريكان من جرائم بحق حركة طالبان و الشعب الأفغاني الأعزل .
ودعا القيادي في حماس وقد علت نبرات صوته إلى ضرورة مواجهة هذه الهجمة على الأمة من قبل أعدائها وعدم الانتظار حتى ينال الأعداء من امتنا في عقر دارها, سائقا العديد من الشواهد من الكتاب والسنة وصفحات التاريخ الإسلامي, لا سيما قصة موسى عليه السلام في تحديه للطاغية فرعون, والسحرة الذين أعلنوا إسلامهم أمام فرعون رغم تهديده ووعيده لهم بالقتل والصلب وقطع لأرجلهم وأيديهم من خلاف.
واستعرض المقادمة معاناة الحركة الإسلامية في فلسطين على يدي السلطة الفلسطينية داعيا إلى ضرورة الوقوف في وجه مخططاتها للنيل من الحركة الإسلامية ، فقال : علينا أن نواجه السلطة وألا نتغاضى عن هفواتها حتى لا يأتي اليوم الذي يتجرأ فيه أبنائها لخطف زوجاتنا أمام أعيننا, وما ذلك عليها ببعيد ' .
و يشار إلى أن الشهيد رحمه الله قد تعرض لتعذيب شديد علي يد الأجهزة الأمنية التي اعتقلته لمدة تزيد عن الثلاث سنوات لدرجة أن وزنه قد تناقص أثناء التحقيق معه إلى النصف و أحدق خطر شديد علي حياته .
المضحك .. المبكي