والفطور بتحليل الخلايا بعد أن قضت على الدفاعات المتبقية من الكريات البيض و تجعلها تنهار بالكامل و تحولها لغازات و سوائل و مواد أولية و يتغير لون الدم إلى الأخضر القاتم و الغازات الناتجة عن التحلل هي الميثان وثاني أكسيد الكربون وسلفيد الهيدروجين و الأمونيا. و إن لم تخرج من الفتحات الطبيعية قد تتسبب بانفجار الجسد، و هذه الغازات هي التي تعطي رائحة الإنتان لجسد الميت و كل هذا ضمن الأسبوع الثالث ثم تقوم بعض الحشرات التي لها دور هام في الفناء بوضع بيوضها في الفتحات الموجودة و تقوم يرقاتها بالغذاء على الجسد المتحلل ثم تتعاون كل هذه المخلوقات على تحليل اللحم والعظم ويفنى اللحم قبل العظم بسبب طبيعته و هنا تبدأ مرحلة التحلل الجاف حيث ينبت على العظم المتبقي طحالب تساهم في تفتيته و ذلك حسب الرطوبة المتوفرة و في العقد الأول تظهر على العظام شقوق و يتقشر و لكنه يتحول إلى غبار مع مرور الوقت ( أي من التراب و إلى التراب نعود ) (2).
كرامات الشهداء والروايات الموثقة:
أتانا عن طريق التواتر والقصص المروية عن أشخاص ثقات أن بعض الذين استشهدوا في سبيل الله تعالى قد بقيت أجسادهم غضة طرية لمدة سنوات وعقود وحتى قرون بدون أن يتغير لون الجلد و أن رائحة المسك كانت تخرج منهم ودمائهم تنزف من مكان إصابتهم و منهم من طالت لحاهم ومنهم من بقيت أجسادهم في الأرض الفلاة لسنين ولم تأكلها الضباع ولا الكلاب... !!!!
شهداء أحد:
ذكر الدكتور طارق السويدان في سلسلته (قصة النهاية) نقلا مباشرا عن الشيخ محمود الصواف الحادثة العظيمة التي تشرف بها بعض العلماء في إعادة دفن بعض شهداء أحد وكيف أنه بعد مضي 1400 سنة من استشهادهم كانت أجسادهم باقية كما هي لم تتغير ولم تتعفن ولم تتحلل.