أكدت مصادر فلسطينية تعنى بمتابعة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال ل “الخليج”، أن هناك عشرات الأسرى الذي تعرضوا لسياسة العزل الانفرادي ما يهدد أوضاعهم النفسية والصحية سيما أن هذه السياسة تصل إلى مستوى أقصى العقوبات التي تمارس بحق الأسرى في زنازين العزل التي توصف بأنها “قبور مظلمة” يحتجز الأسير داخلها ويمنع من الاتصال بأي أسير آخر .
ووصف وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع سياسة العزل الانفرادي بأنها سياسة “إعدام من دون مقصلة”، داعياً لإطلاق أوسع حملة دولية وإعلامية وقانونية لإجبار “إسرائيل” على وقف انتهاكاتها بحق الأسرى سيما أن هناك منهم من أمضى اكثر من 8 أعوام في العزل الانفرادي . ومن هؤلاء الأسير أحمد المغربي، من سكان مخيم الدهيشة الذي يحتجز في ظروف قاسية جدا وتعرض لأكثر من مرة للعزل الانفرادي منذ ست سنوات كان آخرها عزل سجن عسقلان منذ 2004 .
وأكد مركز الأسرى للدراسات أن الأسرى المعزولين منذ سنوات يعيشون في زنازين مغلقة بلا ضوء أو هواء كاف، وبوجود أنواع كثيرة من الحشرات والقوارض والحر في الصيف، والبرد في الشتاء، كما أنهم ممنوعون من الزيارات . وأوضح رأفت حمدونة مدير المركز أن زنازين العزل الانفرادي بمثابة قبور مظلمة، وهنالك خطورة على حياة الأسرى فيها .
ومن الأسرى الذين تعرضوا للعزل الانفرادي الأمين العام للجبهة الشعبية النائب أحمد سعدات، عبدالله البرغوثي، رام الله (معزول في سجن ريمون منذ 2002)، حسن سلامة غزة (معزول في سجن بئر السبع) منذ ،2002 محمود عيسى (القدس) في سجن الرملة منذ 7 سنوات، وجمال ابو الهيجا (جنين) في سجن ريمون منذ ،2005 معتز حجازي (القدس) في سجن ريمون منذ ،2004 وهشام الشرباتي (الخليل) في سجن بئر السبع منذ ،2007 وإبراهيم حامد (رام الله) في سجن “هشارون” منذ ،2007 والأسير عطوة العمور (غزة) في سجن “هشارون” منذ ،2007 والأسير مهاوش نعيمات (غزة) معزول في سجن هشارون منذ 2007 .
إلى ذلك، حمل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى الذين يتعرضون لصنوف متنوعة من العذاب والمعاناة، مطالباً الصليب الأحمر الدولي باتخاذ موقف واضح لحماية حياة الأسرى ، كما دعا منظمة الصحة العالمية ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى .
جاء ذلك في اعقاب تهديد إدارة سجون الاحتلال بنقل الأسرى المرضى من مستشفى الرملة إلى السجون المركزية . وحسب مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل، امجد النجار، فإن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الذين يزيد عددهم على ألف أسير مريض يواجهون الموت البطيء بسبب الإهمال الطبي المتعمد والمبرمج .
وأضاف هناك بعض السجون لا يوجد بها طبيب، وفي حال وجوده فإن دوامه لا يتجاوز الساعتين . وتفتقر العيادات إلى الأطباء الاختصاصين، وغالباً ما ترفض الإدارة نقل الأسير المريض إلى المستشفى رغم خطورة حالته، وتمنع السماح لأطباء من الخارج بزيارة الأسرى المرضى الذين تعمد سلطات الاحتلال خلال نقلهم من السجن إلى المستشفى لتقييد أيديهم وأرجلهم، وعادة ما يتم تقيدهم بقيود حديدية في أسرّتهم داخل المستشفى .